محتويات الموقع
فاطمة الفهري وجامعة القرويين
تاريخ الإنشاء: 14-07-2025 37:28:04 PM
بقلم: غسان أبو بكر

بمنزلة الدماغ ، كلاهما معا هما الهيكل الذي ينهض بالجسد ليمشي سويا على هدى، مهمّة المدرسة الإسلامية في بلاد الإغتراب لا تنفصل عن مهمة المسجد، لأن الدين لا يقام إلا بالعلم والله تعالى لا يعبد بالجهل، هذه هي وظيفة وهدف المدرسة الإسلامية أن تربي وتصنع جيلاً صالحاً يعرف دينه وربه ليعبده على علم ويحمل مبادئ الإسلام وقيمه الإنسانية العليا. إن تأسيس المدارس ممكن أن يبدأ بمبادرات بسيطة ومتواضعة بالبيوت والبلدات الصغيرة و في كل مكان يجتمع فيه الناس، وذلك بهمة الآباء والأمهات إذا حرصوا على فلاح أبنائهم، وبعزيمة من عرف مقدار الأجر الكبير الذي لا ينتهي فهو في حكم الصدقة الجارية وهو التعبد بالعلم بتيسير سبيله للمتعلمين. وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله له طريقاً الى الجنة) . هذا حال المتعلم فكيف يكون حال من ساهم وسهل طريق العلم وجعل له طريقاً قد يمر من بيته من خلال عائلته ويدعمه بوقته واهتمامه وماله. ولذلك مثل يضرب وهو إن أقدم وأعرق جامعة في العالم بدأت من بيت متواضع عبارة عن صف لتعليم الصغار القرآن الكريم أو ما يعرف بالكتّاب بجهود امرأة بسيطة . خلدها التاريخ بمبادرتها، وقد صدق فيها الشاعر بقوله: الأم مدرسة إذا أعددتها..... أعددت شعباً طيب الأعراق. هي فاطمة الفهري وعملها هو جامعة القرويين أقدم مؤسسة تعليم عالٍ وأول جامعة تمنح إجازة في الطب في العالم، أنارت أوروبا والعالم لأكثر من ألف عام وما تزال. أيها الاخوة والأخوات بادروا بصناعة جيل متعلم محصن ضد الجهل والفتن. اليوم يقبل منك مثقال ذرة وغدا لن يقبل منك ملأ الارض ذهبا. أقل القليل أن تنشر هذه المبادرة فيكون لك اجر الدال على الخير .